السبت، يناير 14، 2012

يوم التصالح و التسامح 13 يناير 2012م #Aden #Yemen #SouthYemen


صحيت يوم الجمعة و أنا مصر على متابعة الأحداث في ساحة العروض و التي يتجمع فيها أبناء الجنوب و الحراك منذ ليلة قبلها و ذلك لإحياء الذكرى السادسة لمهرجان التصالح و التسامح, و الذي لا يعرف منكم لماذا أسموه (التصالح و التسامح)؟, و لماذا هو في نفس تاريخ ذكرى حرب 13 يناير 1986م؟ لازم يعرف شوية خلفيات تاريخية متواضعة عن الموضوع.
من يوم ما انتهت حرب 13 يناير 86م و أصبح هناك انقسام كبير في المجتمع الجنوبي و ظهرت عداوات مناطقية خصوصا بين البدو في أبين ( اللي كانوا محسوبين مع علي ناصر محمد) و بين أصحاب الضالع و ردفان و البقية المنتصرة في الحرب, لأسباب كثير منها التصفية الجسدية  خصوصا بعد الحرب كانت هناك تصفية على الهوية الشخصية.
و منذ انتهاء حرب (الرفاق في الحزب الاشتراكي اليمني), تولدت بين الناس عداوات و ثارات حتى في داخل العائلة الواحدة, و لكنها خفتت حدتها بعد الوحدة و خصوصا بعد حرب صيف 94م, و في يوم 13 يناير 2005م قررت جمعية العواذل أن تستضيف جمعية ردفان عندها على سبيل التودد و التقارب و بالفعل نجح اللقاء و اتفقوا على أن يعيدوها في السنة التالية و فعلا اجتمعوا في 13 يناير 2006م و لكن بشكل اكبر و أقروا فيها برنامج أسموه (التصالح و التسامح) و هو برنامج يهدف منه محو الثارات و النعرات التي خلفتها حرب 86م بين الجنوبيين و نبذ الخلاف و توحيد الصفوف و ترك الماضي خلف ظهورهم.
لكن على مين؟ّ!,لم يعجب النظام القائم في صنعاء بهذه الفكرة, فقرر بشخطة قلم أن يغلق جمعية ردفان بحجة أنه جمعية ردفان مخالفة لقانون الجمعيات الأهلية!, كان يظن نظام صالح بأن الجنوب سوف يبقى مشتت و مفتت بعد أن انقلب على شريكة في حكم البلاد بعد الوحدة, و لكن انقلب السحر على الساحر في وقت ظننا في الجنوب بان القيادات الجنوبية التي في المنفى قد خذلتنا و أصبحنا لوحدنا طوال 12 عاما, جاء قرر إغلاق جمعية ردفان ليذكر الجنوبيين بأن نظام صالح لا يريد أن يتم التصالح و التسامح بين الجنوبيين.
من هنا أقدر أن أقول بأني بدأت اعرف ما هي حقوقي وبدأ الكثيرين مثلي يدركون حقيقة الوضع و إننا كنا نعيش كذبه كبيرة طوال السنوات التي تلت حرب 7يوليو 94م, و من هنا أيضا ولدت فكرة الحراك الجنوبي.
الآن سأعود بكم إلى موضوع الأمس, حاولت اخرج في الصباح و لكن لأنني لم انم تمام نسيت تلفوني و مفاتيحي فرجعت إلى البيت و قررت أن التابع ما يحدث عبر النت و عبر قناة عدن لايف حتى جاءت صلاة الجمعة خرجت من الصلاة و ذهب إلى خورمكسر وصلت إلى جولة ريجل (فندق عدن), و وجدت الشارع المؤدي إلى ساحة العروض مغلق بخرسانة إسمنتية و لكني دخلت بسيارتي نون تري (عكس الخط) و دخلت حتى وصلت إلى خلف المنصة الرئيسية لساحة العروض و تحديدا أمام منزل الرفيق سابقا و الأخ حالياً(سالم صالح محمد), و تقدمت بسيارتي حتى وصلت إلى المنصة الخشبية.. المهم كل هذه تفاصيل ليس لها داعي دخلت الساحة و جدت الناس فوق المنصة و الناس منتشرة حولين الساحة و محتمين تحت ظلال المباني و البعض الأخر ذهبوا إلى السوق و ذلك لان منظمين المهرجان أعلنوا بأن المهرجان يبدأ الساعة 3 عصرا, المشهد كتالي المنصة فيها ناس كثير و الأمن المركزي يبعد عنهم تقريبا 20متر أو اقل يعني تقريبا تشاهدهم من بعيد تظنهم مع بعض.
و اكتشفت أن الطريق البحري مغلق من جهة جولة كالتكس و أن المتظاهرين يمشو مشي علشان يوصلوا  إلى ساحة العروض تقريبا مسافة 7 كيلومتر, و رجعت إلى البيت و بعدها تقريبا الساعة 2.30 ظهرا بدأت قوات الأمن تشن هجوم شرس حسب أفادت احد الأصدقاء المتواجدين هناك و الهدف منه إخراج المتظاهرين من المنصة الرئيسية و للأسف قتل 1 و أصيب 17 بينهم أمراه, و بعدها رجعت إلى هناك و وجدت أن الأمور هدأت و الأمور عادية بس هناك حالة ترقب بين الناس.
و بعدها قررت أن أتابع عبر قناة عدن لايف و بعد صلاة المغرب  بدأت قوات الأمن المركزي تطلق النار بشكل عشوائي و أصيب بعض المتظاهرين فلم استطيع الاكتفاء بالمشاهدة فقررت الرجوع إلى الساحة من جديد و الحقيقة ليس من شاف كمن سمع, أصوات الرصاص الكلاشن و الدوشكا تذب في كل مكان و صدى صوتها يصنج الأذان و كان عشوائي عشوائي, يعني طلقات الرصاص تصيب في الظهر و في الرأس و في الأرجل, و المشكلة بأنها بشكل استفزازي يعني الجندي اللي يطلق النار تحس انه يقتلك لأنه في عداوة شخصية بينك و بينه مش لأنها تعليمات.
يخر بيتي ايش اللي خلاني ارجع إلى خط التماس الحربي و بدأت عملية الاختباء من الرصاص المتناثر كحبات المطر, على فكرة إطلاق الرصاص كان من فوق المباني المحيطة بالمكان, كنت بصراحة مغمض عيوني من شدة تدفق الماء الوسخ علينا و لم استطع حتى التصوير , و على قول شخص معرفوش (لقد ذهلت).
أصابتني المخولفوبيا يعني مش عارف أصور ولا أتكلم, بس اسمع واحد يقول مصاب مصاب نجري نرفعه و بلمح البصر تجي سيارة خصوصي نرميه فيها لتودية إلى المستشفى, كانوا كثير مش عارف حتى أعد.
و بدأت قوات الأمن المركزي بالتقدم إلى ناحية التي أنا فيها,و العجيبة أنها كانت لما ترش مدفع الماء إلى الأعلى ينهمر الرصاص بشكل أقوى, في النهاية مر من أمامي شريط ذكرياتي و صور بناتي و زوجتي و أمي و أخي فقررت الانسحاب و أقولها بصراحة و لا اخجل أبدا.
نقاط مضيئة:
1) في أحداث الأمس كانت رؤية امرأة تحمل العلم بكلتا يديها و تتقدم إلى الأمام في اتجاه أدارة الأمن و قوات الأمن المركزي و هم يطلقون الرصاص في السماء لأخافتهم و لكنها لم تهتز حتى وصلت إلى مكان قريب منهم و عادت وسط تصفيق المتظاهرين,, لها شعور قوي في نفسي.
2) في الوقت الذي يسقط فيه المصابون تجد الناس يهرعون بدون خوف أو خشيه لانقاد المصابين و اسعافهم إلى المستشفى وسط زخات الرصاص.
3) لأول مره اشعر بأنني في منطقة غير مختلطة و أننا واحد.
4) هناك ناس مستبيعين الدنيا من اجل القضية .
5) شخص من ردفان كبير في السن يسألني, هل الـ200 ريال اللي معه بتجيب له غذاء و فين هذا المطعم؟ لأنه أتى من ردفان على حسابه الخاص ومعه مصروفة في جيبه 500 ريال!!!.  تصدقوه؟ أنا صدّقته!.
6) زاد كرهي لك يا علي صالح.


هناك 3 تعليقات:

  1. 4) هناك ناس مستبيعين الدنيا من اجل القضية .
    5) شخص من ردفان كبير في ا
    لسن يسألني, هل الـ200 ريال اللي معه بتجيب له غذاء و فين هذا المطعم؟ لأنه أتى من ردفان على حسابه الخاص ومعه مصروفة في جيبه 500 ريال!!!. تصدقوه؟ أنا صدّقته!.

    -----------------
    كنت اشتي اقووول حاجة قرات النقطتين ذوناا
    اخرستنا

    ردحذف