قصة اليوم تعتبر ولا شيء أمام قصص الناس الذين مروا على الضمان الاجتماعي, أو الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية و التي وجدت في الأصل من اجل أن يعيش المحال على التقاعد بعد ما أفنا حياته في العمل طوال ما يقارب خمسة و ثلاثون عاماً, أن الواقف أمام مبنى الضمان الاجتماعي في الخساف كريتر, يلاحظ العجب العجاب, من كمية الناس المحالين للتقاعد و الذين يتوافدون على الهيئة من إجراء معاملات صرف راتب التقاعد, المهم أنا عادنا صغير على التقاعد و معرفتي بالهيئة بدأت لأول مرة عندما تم تحويل أمي إلى التقاعد, في ذلك اليوم كنت أريد أن اعرف ماذا تعني كلمة "متقاعد", وبدأت أدرك معنى هذه الكلمة تدريجيين مع كل يوم يمر علينا من دون راتب لان المتقاعد عندما يحال على التقاعد يتم تحويل راتبه من المرفق الحكومي الذي كان يعمل فيه إلى الهيئة و التي هي بدورها تحوله إلى البريد و هذه العملية تستغرق حوالي من ثلاثة إلى أربعة أشهر في اقل تقدير, فتصور معي كيف يعيش الناس دوي الدخل المحدود و الذين ليس لهم أي دخل أخر سواء هذا الراتب, و من هنا تبدأ أول عملية أهانه يتلقاهم المتقاعد من الهيئة التي كان يظن بأنه أول ما يتم تحويل إلى التقاعد سينعم براحة و يتمتع بالراتب و هو مرتاح معزز مكرم في منزلة و وسط أولاده, و لكن الواقع شيء أخر, و تستمر أهانتك كل يوم تذهب إلى الهيئة لكي تترجى هذا و تتنازل لهذا من اجل تمشي المعاملة و أكيد ستدفع دم قلبك عشان تمشي معاملاتك, و الموظفين العاملين في هذه الهيئة خلاص تبرمجوا على اللامبالاة بمشاعر الناس, وتبدأ المعاناة من أول ما تخطي برجلك عتبة بوابة الهيئة , و ترى عمارة من ثلاثة طوابق و مكتب المدير العام في الدور الثالث لكي يموت المتقاعد على عتبات باب المدير و في جانب مكتب المدير غرفة الكمبيوتر التي يزورها أو يجب أن يزورها المتقاعد, و هنا فقط استوعبت كلمة "متقاعد" و عرفة أن معناها ليس كم كتبت !, ولكنها بالأصل هي كلمة مكونه من شقين الأول " مت " و الثاني " قاعد ", و يصبح بقدرة قادر الكلمة لها معنى أخر, و أن الهيئة يعني كانت تطبق الصفة التي أطلقتها على نفسك يا مسكين و هي "مت قاعد", وليس " متقاعد".
جرّب بعض الخدمات الجديدة على الإنترنت في Windows Live Ideas—إنها جديدة جدًا ولم يتم إصدارها رسميًا حتى الآن. جرّبه!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق