حدثني ابنتي التي لم يتجاوز عمرها 5 سنوات، في مدرستها أعطتهم معلمة اللغة العربية درسا عن العلم عن طريق الغناء، و لأن جميع من في الصف هم من الأطفال، فقد قاموا بصوره طفولية مندفعه ينشدون الأغاني التي يسمعونها في الشارع و كانت كلها أغاني جنوبية بأمتياز، فصرخت بهم المعلمة وقالت: هل أنتم كفار؟!.
فعادت
ابنتي إلى البيت و سألتني هل الجنوبيين كفار يا بابا زي قريش؟!.
لم
أجبها في البداية لأنني مدرك بأن الأيام كفيلة بالأجابة عن سؤالها البريء، و لكن
زاد إصراري على أن أصطحبها معي إلى المهرجانات و الفعاليات الجنوبية لكي تشاهد
بنفسها كيف أن الجنوبيين مسلمين و يصلون إلى نفس القبلة التي يصلي لها المسلمون في
صنعاء و مكه و كل بلاد الإسلام، مع أنهم يرفعون أعلامهم و ينشدون الأغاني التي
غنتها هي و زملاءها في الصف، فقالت حين أدرك عقلها الصغير تناقض القول مع الفعل:
معلمتي كذابه يا بابا، ولانني أخشئ أن تهتز صورة معلمتها في وجدانها قلت لها: لا
ولكنها لا تعلم ما تعلميه أنتي.
في
النهاية هذا عينه صغير من العقلية التربوية الهمجية التي حكمتنا و عانينا منها و
للأسف مازلنا نعاني منها الى اليوم.
تعقيب:
بعد التواصل مع إدارة المدرسة كان رد الإدارة بأن التي قامت به المعلمة يعتبر(حالة
فردية) لا تعبر عن السياسة التعليمية للمدرسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق