محترفي الشحاته ... إلى أين؟

صحيح انه في كل العالم يوجد فئة من الناس دون خط الفقر نطلق عليها فئة الشحات و هم الناس الذين لا يستطيعون او لا يوجد لديهم مصدر رزق غير طلب الناس.

ولكن أن تكون الشحاته مصدر دخل رئيسي لبعض الفائت التي تمتهن الشحاته و ليس هم في حاجة لأن يطلبوا الناس إلا وفرت الرزق و سهولته, و هؤلاء من النصابين الجدد من يضيقون على من أتت به الحاجة فعلاً لطلب الناس و مد يده لطلب على أبواب المساجد.

و الناس تتعاطف و مش فرقة معاهم كلها خمسين ريال و لا مائة و لا خليها مائتين ريال, المهم عند الكريم انه أذا اخرج صدقة لا تعلم يمينه ما أنفقت يسراها, او كما في الحديث الشريف.

و المشكلة بأن الناس يعرفون بأن اغلبهم كاذبون او دجالون و أنهم يمتهنون الشحاته ً, بالبلدي profession" ", و لكن مش فارقه معاهم المهم الصدقة, مهم مش عارفين إن بعدم تحري أوجه صرف الصدقة يضيعون الكثير من عمل الخير, خصوصا إيصال الصدقة لمستحقيها.

و الشحاتين في عدن كثير جدا و اغلبهم من محافظات بعيده عن عدن لكي لا يتم التعرف بهم ... المهم بيت القصيد هنا هو أنني أصلي بحكم عملي في مسجد اغلب من يصلي فيه هو أصحاب الشركات و التجار بحكم قربة من شركاتهم.

و لهذا فاني بعد كل صلاه تجد أناس يقفزون على طول ليطلبوا الناس بصوت عالي منهم من ينمق كلامه و كأنه حافظ الكلام و منهم من يتكلم بخجل و منهم من يقسم بأنه ليس شحات بس الظروف.... الخ.

و في يوم قام شاب مرتب و نظيف " كل الشحاتين على فكرة نظاف و مرتبين و يلبسوا حلو" و طلب في المسجد أن يدفع له أهل الخير إيجار مسكن لطلاب في الجامعة قبل ما يطردوا من المسكن, و بعد ما خرج الناس قام واحد من التجار و طلب من شخص اعرفه أن يأخذ الطالب و يروح معه إلى المسكن و يدفع له إيجار سنه كاملة تبرعا منه.

و بالفعل راح صاحبي إلى الطالب و أخذه معه في السيارة و قاله فين المكان؟, تلبك الولد مره يقول انه خرجوا من البيت و مره يقول هم أصلا يدوروا على بيت جديد..المهم صاحبي طول باله عليه, وفجاه قاله الولد يأخي أنت ألان جيب لي فلوس عشان أسافر البلاد" القرية " لأني تبهدلت في عدن و برجع بعد يومين و بنتواصل معك عشان الإيجار, وصاحبي قال: طيب ولا يهمك, هذي 2000ريال خليها معاك لم ترجع.

و بعدين قاله صاحبي : فين ثيابك و أغراضك؟ تلبك الولد مره يقول هو بلا ثياب و بعدين قال ثيابي عن ناس جالسين في الفندق, قاله: فندق!! أيش من فندق؟!.

رد الولد: فندق قصر المنصورة!! المهم صاحبي كمل جميله وراحوا للفندق و وجابوا الثياب وراحوا إلى الفرزه حق الباصات عشان يسافر و تبادلوا أرقام التلفونات و سافر الولد و صاحبي رجع.

و في الطريق ذكر صاحبي أن يسال صاحب الفندق عن الولد هل هو طالب و أصحابه هنا فعلا و لا كيف؟!!, وراح بالفعل إلى الفندق- هذا الكلام بعد تقريبا ساعتين من سفر الولد- و سأل راعي الفندق و أنصدم بالواقع المرير, بأن الولد هذا شحات محترف و هو عايش في الفندق له تقريبا شهرين الليلة بـ 3500 ريال, و يجلس يخزن كل يوم لم صلاة المغرب و يخرج يشحت.

و مع صدمة صاحبي قاله راعي الفندق: تريد تشوفه هو جالس فوق ألان في غرفة 125!, وحس صاحبي بأن واحد كأنه لطمه على خذه, وطلع يجري و هو في داخله يكذّب راعي الفندق ويقول" مش معقول", و طرق الباب وكانت الصدمة الكبرى أن من فتح الباب له كان الولد و داخل الغرفة كل الشحاتين الذين مروا على المسجد الذي أصلي فيه المعاقين و أصحاب الصرع و الرضع و المطلقات و أصحاب المرض ...الخ

قام صاحبي بدون ما يحس يعطي الولد لطمه بالوجه + تفله و يخرج..

النهاية إن صاحبي فقد الثقة بأي واحد يطلب صدقة سوى صادق او كاذب, و المطلوب الآن أن يتحرى المتصدق عن صدقته أين تذهب, لكي لا يظلم و لا يظلم " فتح الياء في الأول و الضم في الثاني".