الخميس، أغسطس 03، 2006


سأتكلم اليوم عن مدينتي عدن وحسب ما قد نشرته في مدونتي بأن عدن قديمة قدم البشرية, لهذا أريد أن أبداء من بداية وجود هذه المدينة أو المنطقة.
عدن التكوين:
عدن أو شبة جزيرة عدن"لان البحر يحدها من جميع الجهات إلا من جهة واحدة, تقع عدن في أقصى الجنوب الغربي من قارة أسيا و شبه الجزيرة العربية, وقد ذكرت سابقاً في الكتاب المقدس في سرد قصة قابيل وأخه هابيل" وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ".(العهد القديم سفر التكوين الإصحاح 6).على سبيل الاستدلال"عبارة حلوة بس مش فهمها!!".
وأيضا ذكرها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف بما معناه"يخرج اثنا عشر ألف رجل من عدن أبين ينصر الله بهم المسلمين في حربهم ضد اليهود".
وطبعا توالت الدول والمملكات والحكام والأديان في هذه المدينة وتسابق الجميع على أن تكون تاج دولتهم, وبعد اللمحة التاريخية لهذه المدينة, والذي أن تحدث عنها تاريخيا لن ولان أنتهي.
عدن تمتاز باقتران زبد البحر مع شموخ الجبال وميناءها العريق المحمي بطبيعة, عدن في تاريخها تشهد الأرض عن حضاراتها التي بدأت وللأسف تتراجع.
يقال أن عدن متكونة من نشاط بركاني كبير وهي تقع على فوهت هذا البركان مانسمية ألان بمنطقة "كريتر" وهي عاصمة المدينة وهي أيضا يقال أنها منها يخرج النار التي تحشر الناس في يوم القيامة.
طبعا هذه معلومات بسيطة عن عدن المدينة والتاريخ, وأنتم الآن تقولوا معلومات نعرفها كلنا, ولكن أقول أن الذي لا تعرفوه عن عدن هو الثقافة والتعايش وثقافة الاختلاف.
عدن الاختلاف:
الاختلاف في هذه المدينة كان ضروري لأنها المدينة الوحيدة التي يتعايش أهلا مع بعضهم البعض بسلام مع اختلاف توجهاتهم وأنتمائتهم الديني والطائفي والقبلي والمناطقي حتى القبلي كان غير موجود, كانت العادات هي التي تحكم هذه المدينة, أي كل فرد يحكم بالعادات التي نشاء عليها ولم تكن العادات نقطة خلاف أو استغراب لان كل الساكنين في عدن كانوا بالفطرة أو بحكم التعامل لديهم ثقافة وأداب الاختلاف, وذلك لتنوع الأعراق في هذه المدينة من عرب وهنود وصومال وأثيبويين وفرس, وكل عرق ينقسم عدة طوائف وديانات السماوية مثل الإسلام و اليهودية والمسيحية, والديانات الأخرى مثل الزرادشتية والهندوسية, وهذا سبب كتابتي لهذا الموضوع بأنني أريد أن تعرفوا تاريخ هذه المدينة من ناحية الدين والطوائف وكيفية التعايش السلمي بين أهلها, في البداية ما أستطيع أن التكلم عنه الآن هو أن لفظ كلمة عدن يطلق على المنطقة التي هي شبة الجزيرة و التي تشمل كريتر والمعلا والقلوعة"الروضة"والتواهي وخورمكسر فقط, والتي لم تكن قد بنية من قبل أو كانت مناطق خاوية غير مسكونة إلا من بعض الصيادين, وكانت المقصود بلفظ عدن هو ما بعد "بوابة عدن" وهي المدينة القديمة الآن "كريتر"وقد بنية المناطق الثانية بعد احتلال الإنجليز لمدينة عدن, كانت المدينة عند الاحتلال غالبيتها صيادين أو من أبناء المناطق القريبة من المدينة مثل العقاربة والمصعبين, والذين هم مسلمين الديانة, وفي" سنة 1861، كان الهنود، بغالبيتهم المسلمة، يشكلون أوسع جالية في عدن. ولا شك أنّ أفراد كتيبة المشاة المستقرة حينئذٍ في عدن، قد أسهمت في توسيع هذه الجالية. لكن الباحث الفرنسي لويس سيمونان يفسر كثرة الهنود المسلمين في عدن بأسباب أخرى تتجاوز السياسة البريطانية، حيثُ يكتب: "لقد توقف الهنود في هذه المدينة العربية في طريقهم إلى الكعبة، أو عند عودتهم من الحج الذي هو واجب على كل المسلمين. وتبدو عدن محطة مريحة وجذابة لمسلمي الهند، فينصرف كثيرٌ منهم إلى الأعمال المربحة فيها وينسون تمامًا الكعبة والرسول". ومع ذلك يتكوّن جزء لا بأس به من الهنود في عدن من الهندوس "البانيان" الذين يعملون في التجارة، ويعبدون البقرة, بينما نجد أنّ معظم الهنود الذين يعملون جنوداً أو موظفين في الجيش البريطاني من المسلمين. وقد أثار ارتفاع عدد الهنود في مدينة عدن التي تقع في شبه جزيرة العرب دهشة الرحالة الفرنسيين. فعالم الاجتماع آرثر دي غوبينو، مثلاً، بعث برسالة لأخته في 5 مايو 1855، كتب فيها: "في عدن شــاهدنا مدينة هندية فوق أراضٍ عـربية، وســط الصخور"," ونتيجة لهذا الطابع الهندي يؤكد بول موراند، في كتابه "طريق الهند"، أنّ المسافر القادم من أوروبا لا يكتشف الشرق إلا عند وصوله إلى عدن "فسوقها يقدّم للمسافرين القادمين من أوروبا عيّنات - فاتحة للشهية- من عجائب الهند، ويسمح للعائدين بشراء ما لم يتمكنوا من شرائه هناك. فقاعات البيع الكبيرة التي يمتلكها الفارسيين في التواهي تضاهي تمامًا الدكاكين الضخمة في بومباي, والهنود الفارسيون (Les Parsis) هم أولئك الزرادتشيون الذين يتحدثون الأردية ويعبدون النار، وقد فروا من إيران بعد الفتح الإسلامي مباشرة إلى الهند. لهذا السبب يدخلهم الفرنسيون ضمن العدد الإجمالي للهنود في عدن و ما زال الفارسيين، يعبدون النار والشمس كما كانوا يفعلون في عصر زرادتش من أربعة ألف سنة ", والغريب أنني ولدت وترعرعت في شوارعها ولم ألاحظ هذا الاختلاف في الثقافة والفكر والديانة يمكن لأنني كنت عندي عقيدة يقينية بأنها مدينة مسلمة100% وسنية 99% ولكني معرفتي بالأخر الذي يعيش بجانبي ويشاطرني هواء وماء وجبال وشواطى ورمال وأرض وفرح وحزن هذه المدينة مع اختلافي مع كل عقيدة وديانة وطائفة غير ديانة الإسلام ومنهج السنة الشريف, ولكن أليس من الغريب أن تعرفوا بعدد الديانات التي يتعبد بها وتعبد بها في عدن وهي الإسلام واليهودية والمسيحية و الزرادتشية و الهندوسية, "طبعا اليهودية في عدن انتهت بهجرتهم إلى فلسطين" والطوائف المتعددة مثل السنة و الصوفية و والأسماعلية و التبليغ والدرويش والشيعية (البهرة – خوجة), والمسيحية لم يبقى منهم إلا قله قليلة جداً ولكن هناك كثره في الكنائس (كاثوليك وأرثدوكس)من أجل الأجانب, وكثر الاختلاف الفكري و الثقافي والمعرفي فيما بينها أفراداً ومجموعات, كل هذا في مدينة واحدة هي عدن, لهذا يجب أن أحترم هذه المدينة التي احتضنت إن لم أكون مبالغاً العالم" أنا شخصياً أعتبرها نيويورك اليمن".

هناك 7 تعليقات:

  1. أحييك على مدونتك..
    وتحديدا على هذا البوست الذي حاولت فيه تعريفنا بمدينتك العريقة.
    :)

    ردحذف
  2. جميلة هي عدن جميلة هي باهلها
    وقريبا ستنار منارتها وليس الغد ببعيد
    احمد مبارك

    ردحذف
  3. عندي بعض الاسئله اذا ممكن
    بحسب علمي ان اليهود باليمن عددهم كبير نسبيا؟؟
    وهل لازال الهنود علي اختلاف طوائفهم موجودين باليمن ؟
    ونفس السؤال بالنسبه للفرس
    وهل اهل الفرس من الطوائف السنيه والشيعيه ام فقط الزردشتيين ؟

    ردحذف
  4. والله يا وعلى حسب علمي
    شوفي.... اليهود منتشرين في اليمن في عدة مناطق أهمها محافظة عمران و محافظة صعدة وبعض مناطق صنعاء ولكلهم مناطق من شمال اليمن
    أم على الهنود فهم منتشرين على أختلاف مذاهبهم و دياناتهم
    أم عن الفرس إلى الأن هناك فرس زرادتشية في عدن ولكن الفرس الذين أسلموا غير معروفين لأختلاطهم بطائفة الهندية ولانهم في الاساس يعتبروا من فئة الهنود

    ردحذف
  5. مدونه اكثر من رائعه
    احييك عليها عزيزي والتعريف بعدن واليمن واجب كل يمني غيور على بلده
    لك مني كل الاحترام والتقدير اخي الكريم صاحب المدونه ولكل زوارك الكرام

    اخوكم
    عصام ربيع

    المشرف العام لمنتديات بوابة عدن
    www.adengates.com/vb

    ردحذف
  6. شكرا لك وما قصرت يعطيك العافيه فعلا والله ان مدينة عدن جميله وحلوه با اهلها وناسها الطيبين.. بس الله لا يسامح من كان السبب ولا عزاء وان شاءالله ان عدن سوف ترجع مثل ما كانت واحسن وصدق من قال ان عدن نيويورك العرب وليس اليمن مع تمنياتي لك بالتوفيق اخي الكاتب الى الملتقئ

    ردحذف
  7. الى ولد العم/ عصام ربيع
    أنا فخور بك جدا و أرفع راسي بك امام ابناء عدن خاصة و ابناء اليمن عامة في الوطن و المهجر.
    أحمد فؤاد ربيع
    كندا
    isc_ahmed@yahoo.com

    ردحذف