مش قلت لكم أن فكرة المجلس الانتقالي عبارة عن هرطقة و ما هي إلا زوبعة إعلامية من قبل المعارضة وتحديدا اللقاء المشترك وان المجلس الانتقالي طلع مش انتقالي,ايوه أنت مش مصدق؟ قالوها قيادات اللقاء المشترك وبالفم المليان "هذا المجلس ليس مجلس انتقالي بل هو عبارة عن تجمع لكافة قوى المعارضة لوحدة الصف وعدم الاختلاف ويعتبر مماثل لتكتل اللقاء المشترك ولكن بصورة أوسع".
يعني ولادة هذا المجلس تطابق تماما المثل الذي يقول " تمخض الفيل و خلف فأراً" ايش معنى هذا الكلام؟, معناه أن المعارضة اليمنية التي تصدرت المشهد الثوري من بعد ما كان الشباب هم فتيلها و شعلته من البداية و لأنهم –أي الشباب –ليست لهم قيادة معروفه, اغتصب المشترك هذا الدور بكل برود و الذي بصراحة يخدم أهداف النظام الذي استطاع أن يقدم الحجة تلو الحجة بان هذه ليست ثورة شبابية شعبية وأنها "عصابات" المشترك الذي يريد أن يأخذ الكرسي من النظام بدون شرعية ويريد أن يستغل حماس الشباب للوصول إلى غايته.
كلنا نعرف أن حجة النظام كلها كلام فارغ ولكن ما حدث في الفترة السابقة من تصدر المشترك المفاوضات مع دول الخليج الداعمة للمبادرة الخليجية ومن وارهم أمريكا والاتحاد الأوروبي جعله يظهر في الإعلام بان الثورة الشبابية ما هي إلا ثورة معارضة ضد حزب المؤتمر و الرئيس علي صالح, وهذا ما هو حاصل فعلا أصبح الشباب مأسورين بأغلال قيادات ليست منهم تتكلم باسمهم برغم قول هذه القيادات بأنهم لا يمثلون إلا جزء من الثورة و أنهم وراء الشباب و لان المشترك واضع جميع وسائله الإعلامية لخدمة الثورة ممثلة بقناة سهيل, ظن شباب الثورة انه لا ضير في الاستفادة من المشترك أو حتى الشيطان مادام سيوصلنا إلى نتيجة رحيل النظام, وهذا ما ظنناه أيضا للأسف.
وهذا ما أوصلنا إلى أننا صدقنا بان المشترك يعي و يدرك و يفهم ويحترم رغبة شباب التغيير و لن يفاوض على دماء الشهداء, و أنهم سوف يستغلوا هذه الفرصة التي قدمت لهم بطبق من ذهب ليكونوا مشاركين فيها ويكتبون التاريخ ويغيروا الصورة النمطية عنهم ولكن للأسف يأبى الذئب إلا أن يكون ذئباً.
هذه كانت البداية واليوم نكتب النهاية, أعلن اليوم قيام المجلس الوطني-مش الانتقالي علشان تفهم!!- الذي كان يراهن عليه البعض بأنه سوف يكون مجلس انتقالي للبلاد ويكون هو النظام بدلا عن نظام الرئيس صالح – مش عارف أنا لسه بقول اللقب ليش؟ما علينا- الذي ترك البلاد بعد حادث مسجد النهدين كلكم عارفين القصة واللي من بعدها اعتقدنا بأن النظام انتهى خلاص- يخر بيت التفكير – المهم نعود لإعلان قيام المجلس المخيب للآمال.
سمعنا وسمعنا و الواقع غير السمع, طلع المجلس عبارة عن مجلس لتوسيع تكتل اللقاء المشترك فقط ولا يقدر يحكم ولا يقدر يعمل غير اللي عمله,و أكد لنا أن مازال نظام صالح موجود وقوي و لم يتداعى والدليل ظهور علي صالح قبل يوم من إعلان عن المجلس واللي فيه عاد نفس الكلام الفاضي اللي كان يقوله كل جمعة في ساحة السبعين يعني و كأنك يا بو زيد ما غزيت وأقولها بصراحة أنضحك علينا يا شعب و من مين؟أنت جاوب!!.
خذ بالك أننا طوال أسبوعين اللي مرت و من بعد أن أعلن شباب الثورة عن قيام المجلس الانتقالي واللي يعرف باسم "مجلس توكل" واللي تكلمت عليه في تدوينه سابقة ما فيش داعي اكرر نفس الكلام واللي فيهم أيضا انتهت مدة الـ 60 يوم المنصوص عليها في الدستور والتي تتكلم عن الفترة التي يكون فيها منصب رئيس الجمهورية شاغراً.
و في هذه اللحظة أعلنت المعارضة "المشترك" عن عزمها تأسيس مجلس وطني انتقالي لإدارة البلاد(غير المجلس الأول بتاع ستنا توكل لأنه باين عليه كانت لعبة سنة أولى سياسة) وجلسوا طوال الفترة هذه قولوا "انتظروا إعلان المجلس الوطني الانتقالي – وركز مع كلمة انتقالي- الذي سوف يعلن عنه يوم 17 رمضان"واستبشرنا بهذا التاريخ لأنه ذكرى غزوت بدر,و قال الناس خلاص المعارضة حسمت أمرها وسوف تحكم البلاد لان معاها "الشرعية الثورية"وطلعوا ضحكوا علينا وعلى النظام و جابوا له الرعب – وهذي حسنة من حسناتهم – جعلت الرئيس يستبق موعد الإعلان بيوم ليظهر ويقول انه راجع, و نائب وزير الإعلام عبده الجندي بوق النظام تعب نفسه وهدد باندلاع حرب ضروس إذا أعلن عن المجلس, طبعا مش عارف إن مجلس الوطني عبارة عن مجلس هلس في هلس, تغيير جلد,توسيع, تبديل, ترقية من مشترك إلى مشترك +.
وعلى ما فهمناه من تقرير الجزيرة عن هذا الحدث بأنه أي المجلس الوطني ما هو إلا تجمع كبير لكل معارضين الرئيس صالح" قوى الثورة" استعداد له في حالة قرر العودة و مواجهة حزبه.
مش هذا الكلام يحسسك بان دماء الشهداء رخيصة وان سقف المطالب بدأ بالنزول, وهذه مش أول مره ولا فاكرين أيام"جمعة الزحف" و كلام السيد محمد قحطان عن الزحف للقصر الجمهوري والدخول إلى غرفة نوم الرئيس ووووو إلى أخر الكلام الحماسي كنت المطالب فوق فوق في العالي وفجأة نزلنا بقدرة قادر إلى التكلم عن المبادرات و المفاوضات ..إلى أن وصلنا إلى هذا المجلس العقيم.
سيدات آنساتي سادتي في النهاية لا أقول أن الثورة انتهت ولكن أقول أنها في الهاوية وسيناريو المشهد الأخير لا يخلوا فيما أرى وعلى هذا الحال الواطي انه ستكون بتراضي وليس بالإكراه وسوف تكون ثورة بالوكالة و يكسب النظام نقاطا أكثر مما يخسر, المشترك ألان في حالة نشوى سياسية,ولكن الشعب في حالة بؤس و كلهما في النهاية سوف يجلسون على نفس المائدة.
والراهن هنا للثورة هل ستظل تطأطئ رأسها لكل ما يفعله المشترك فيها أم أن للثورة صوت أخر؟!!
تنبيه: خارج هذه الحسابات اي المجلس الوطني (الحراك الجنوبي, و الحوثي).
هذه التدوينة في موقع البوابة http://t.co/codw1hl
ردحذف