|
عمارة في كريتر تم تميرها من قبل قوات الحوثي |
بعد انقلاب
أنصار الله الحوثي على شرعية الرئيس هادي و احتجازه في منزلة في صنعاء و إجباره
على تقديم استقالته أصبح الجنوبيون -حتى من هم مع تيار الوحدة و كانوا ضد فكرة الانفصال-
مقتنعين تماما بأن الإخوة في الشمال لا يؤمنون بالوحدة من الأساس و لم يصبروا على أن
يكون رئيسا عليهم من الجنوب, طبعا هذا عزز فكرة اصطفاف الجنوبيون مع هادي و دعوتهم
المباشرة في القنوات الإخبارية بأن بهذا الانقلاب فقد انتهت الوحدة كما صرح بهذا
العميد السابق ناصر النوبى مؤسسة فكرة الحراك الجنوبي أو العسكريين المتقاعدين
الجنوبيين.
وبعد تمكن
الرئيس هادي من الهروب من صنعاء و وصوله إلى عدن كان لابد من قوة قبلية تحميه في
عدن خصوصا أن اغلب قيادات و جنود وحدات الجيش اليمني في المناطق الجنوبية ينتمون إلى
المناطق الشمالية, فستعان هادي بـ عبد اللطيف السيد مؤسس اللجان الشعبية في أبين
ليقوم بهذا الدور, و اللجان الشعبية في أبين و لودر هي من قامت بقتال أنصار
الشريعة و طردتهم من مناطقهم و حمت لودر و مناطق عديدة من أنصار الشريعة حتى طهرت
أبين بكامل منهم و من هنا تحولت اللجان الشعبية إلى ضابط الأمن الأول و حامي حمى
زنجبار و ما حولها, صحيح أن في بداية 2011م كان عبد اللطيف السيد له علاقة مباشرة
مع أنصار الشريعة, و لكنه أنقلب عليهم و حاولت أنصار الشريعة اغتياله عدت مرات
وقتلت أخوانه و فجرت مكان العزاء و أخرها كان محاولة اغتياله في خور مكسر أمام
مبنى إدارة أمن عدن و لم تكن اللجان الشعبية في أبين وحدها من نزلت إلى عدن لتحمي
هادي بل أيضا جاءت قبائل من شبوة لتحميه و
تؤمن محيط عدن و لحميات محيط عدن يجب تأمينها من بؤر العفاشيون من هذه البؤر معسكر
الأمن المركزي (القوات الخاصة) و التي يرأسها عبد الحافظ السقاف و الذي نفذ انقلاب
بسيط تمثل بالسيطرة على المطار و المجلس المحلي في خور مكسر و حدث معركة بينه و
بين اللجان الشعبية و انتهت بنصر اللجان الشعبية و هرب السقاف و السيطرة على
المعسكر و المطار.
من هنا اتخذت
أنصار الله الحوثي بتحالفها طبعا مع المخلوع صالح
قرر شن حرب على الجنوب, الحرب سياسية بامتياز وهدفها اسقط العاصمة المؤقتة
التي أعلنها هادي وقطع خيط الشرعية الذي يمثله, و تأمين الجنوب خوفا من الانفصال و
كل هذا تحت غطاء ديني طائفي محاربة الدواعش و القاعدة.
تسارعت الأمور
فقد استخدم الحوثيين سلاح الطياران الحربي لقصف قصر المعاشيق الذي يسكنه هادي و هو استهداف مباشر لشخص
الرئيس, و مع انقلاب قادة ألوية الجيش في عدن ضد هادي خصوصا بعد خيانة محافظ لحج
له و تسليمه لوزير الدفاع محمود الصبيحي و القائد العسكري فيصل رجب بعد أن قبض
عليهم بكمين للحوثيين مع تسليم محافظته أيضا, لم يعرف هادي من عدوه ومن صديقة خصوصا انه أمر قائد مخازن جبل حديد لتسليم
السلاح للجان الشعبية لدفاع عن عدن و لكنه رفض وأعلن ولاءه للحوثي و صالح, وهنا
بدء واضحا السبب وراء وضع صالح هذا الكم الهائل من الكتائب و الألوية العسكرية في
المناطق الجنوبية, وفي خطوة لزعزعت
استقرار المحافظة فجأة تم انسحاب الحماية العسكرية لمخازن جبل حديد وترك الأمر
للناس لدخول ونهب السلاح و العتاد (وهذا انقلب عليهم فيما بعد) وهنا هجم
أبناء عدن و المناطق المحاذية لها لنهب السلاح بكميات كبيرة و هنا انوه أن ما نهب
فقط هو الأسلحة الخفيفة مثل الكلاشينكوف و المسدسات و هي ما كنت مخزنه في حاويات
آتيه من الصين و لم ينهب أي مخازن رئيسية داخل الجبل و يقدر ما تم نهبه بحوالي 20%
على أعلى تقدير من إجمالي الأسلحة و الذخائر و العتاد داخل هذه المخازن.
|
صورة من نهب جبل حديد |
وبدأت
الحرب...كل من في عدن شعر بالخيانة في يوم الخميس من اللجان الشعبية و من هادي
خصوصا, بعد أن هرب هادي إلى عمان و خروج اللجان الشعبية التي رجعت إلى مناطقها في أبين
و شبوة و ردفان طبعا كل هذا له أسبابه, يجب أن تعلم بأن جميع ألوية الجيش في
الجنوب أعلنت ولاءها للرئيس هادي عندما كان محمود الصبيحي موجود على قيادة وزارة
الدفاع في عدن ولكن بعد الخيانة و أسره لدى الحوثيين, انقلبت قيادة هذه الألوية
على شرعية الرئيس هادي وتحركت لاحتلال مناطق سيطرت اللجان الشعبية في شبوة و أبين و
العند و الضالع مما اطر قيادات اللجان الشعبية الجنوبية إلى الخروج من عدن لدفاع
عن مناطقهم من سيطرة هذه الألوية و التي كانت إن حدثت سوف يسقط الجنوب بالكاملة
ويكون تحت سيطرت الحوثي و صالح.
|
من اليمين محمود الصبيحي و فيصل رجب |
وهنا تدخلت
السعودية و قصفت في صنعاء و صعدة و مناطق أخرى في الشمال لتعلن بأنها لن تترك قوات
الحوثي تسيطر على الجنوب أو عدن وباب المندب و أنها تدعم الشرعية, و لكن في هذا
اليوم تمكنت قوات صغيرة من الأمن المركزي وتحمل ملصقات لأنصار الله الحوثي من
الدخول عبر لحج إلى عدن وحتى جولة كالتكس بدون أي قتال, كان الجميع في عدن خائف و
لسان حالهم لقد تركونا وحدنا نقاتل جيشا بربري فقلت في نفسي وما فائدة القصف أذا
سقطت عدن.
وهنا لا أعارف
ماذا حدث خرج الناس من كل شارع و حي ليكونوا لجان شعبية مصغرة متسلحين بما نهب من
جبل حديد لحماية أحياءهم (وهنا أنقلب السحر على الساحر)و مناطقهم خصوصا بعد
أن سمعوا الخطاب الطائفي المقيت لقناة المسيرة الحوثية التي تقول فيه أنهم جاءوا
فقط لقتال الدواعش و عرف الناس في عدن أن من يقصدهم الحوثي بالدواعش, هم جميع سكان
الجنوب وفي جميع المحافظات, و شعر الناس بأن هذا احتلال جديد يعادل و يفوق احتلال
الشمال للجنوب في 94م, فقرر الجميع فجاه القتال ضد قوات الحوثي, حتى تم تدمير هذه
الآليات المتسللة في جولة كالتكس. الفارق الذي لا يعرفه الحوثي أو صالح أن في 94م
كان الناس يعشقون الوحدة هرباً من الحكم الشمولي للحزب الاشتراكي في ذلك الوقت و
لكن اليوم الناس تقاتل كرها في الوحدة و
لحماية دينها و عرضها و مالها, لهذا يستبسل الشباب في عدن للقتال و لمواجهة قوات
الحوثي التي اعتقدت بأن عدن سهله و يستطيعون احتلالها بطقم واحد, و هذا الوضع الآن
جعل كل من في الجنوب عموما و عدن خصوصا يؤمن بضرورة الانفصال التام عن الشمال.
و الآن و بعد
مرور 22 يوما من بداية الحرب وعدن تقاوم و تؤمن بأنها سوف تنتصر بأذن الله بعد أن
رأت بأم عينها بشاعة و همجية و بربرية
قوات الحوثي و صالح و كيف يقتلون و يستهدفون الأبرياء و يقتحمون المنازل و
يروعون الأهالي, عدن الآن و الجنوب عموما يضحي بالغالي و النفيس من أجل حريته و
استقلاله, و ليس من أجلكم و من أجل تحريركم من الحوثي, حرروا مناطقكم بأنفسكم نحن
هنا لسنا محتاجين لفتوى من الشيخ الزندقاني (وهو اللقب الجديد الذي أطلق على الشيخ
الإخواني الزنداني) لنقاتل الحوثي و صالح لأننا ولدنا أحرر و نعرف ما نريد, حرروا
مناطقكم بأنفسكم فقد شبعنا من شعاراتكم الجوفاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق