هذا الموضوع ليس بحث أو دراسة ميدانية أو أكاديمية, هذا الموضوع شاغل نفسي كثير خصوصا من يوم ما بدأ خطيب الجمعة الجديد في مسجدنا بمسك زمام الأمور في خطاب الجمعة و الموضوعات التي يطرحها على الناس كل جمعة.. صحيح أنه مختلف جذريا عن خطيب المسجد القديم الذي يقرأ من كتاب ينفض غبار كل صفحة عند طيها. ذلك لأنه خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة و حاصل على درجة شيخ من الجامعة... و نحن في الحي نعرفه جيدا لأنه ساكن و مترعرع في نفس الحي..و الفارق بين الخطيب القديم و الجديد كبير فالقديم كان يجعل الناس السطور رتابة الكلام و لعدم قرأت الموضوع بسلاسله و تخطيه السطور و يمكن يكرر نفس موضوع الخطبة بين جمعة و جمعة.
أم الخطيب الجديد الذي استبشرنا به عند مجيئه الى مسجدنا , مما جعلنا ندافع عنه أمام وزارة الأوقاف لكي تثبته خطيبا للمسجد بدلا من خطيب حزبي سياسي أخر كانوا يريدون إن يفرضوه علينا من خارج الحي, الخطيب الجديد كان قوي الصوت, عالي النبرة, كفاية انه لا يقرأ من الورقة و جعلنا نحس بأننا أمام خطيب من الخطباء المشهورين في التلفزيون, و لكنه بدأ خطبته الأول بموضوع " سكرات الموت " و بدأ منها بمجموعة خطب كلها تتمحور حول النار و درجاته و القبر و عذابه و المعاصي و أثارها, و هذا شيء طيب, لان فيه ذكرى للمؤمنين, بس أن يستمر هذا التذكير لمدة تتجوز ست شهور بدون تغيير بنوعيه الموضوعات. لدرجة أني فكرت بعدم اصطحاب الأطفال إلى الخطبة لعدم مناسبتها لهم أو اقترح أن يضع الخطيب قبل أن يطلع على المنبر لافته به تحذير و مستوى درجة الخطبة من مستوى ( عاديه – متوسطه – قويه – عنيفة – هجومية - ... الخ ), و هذا ما جعلني اسأل نفسي هذه الأسئلة :
هل نحن إلى هذا الدرجة من المعاصي – حسب نظرت الخطيب- و التي من اجلها فأننا لا نستحق حتى أن نسمع عن الجنة و نعيمها؟!!!!
أو هل هو يستعمل معنا أسلوب خذوهم بصوت؟!! لكي نخضع!!
أو هل لم يتعلم في الجامعة بأن أسلوب الترهيب يجب أن يسبقه أسلوب أخر اسمه الترغيب؟!
بصراحة إني بدأت اشتاق للخطيب القديم, و خطبه القديمة و لو غفوت فيها و كرر الموضوع على الأقل انه متوازن في الموضوعات و هو أصلا غير مدرك لأي أسلوب من الأساليب المذكور ( الترغيب/الترهيب ) بل هو خطيب على باب الله و بس, و المهم فيه انه يختار المناسبات الإسلامية و يختار موضوع لخطبته يتناسب مع هذه الذكرى, سوى كان الموضوع قديم و أو مكرر.
لوجه الله يا خطبا المساجد أرجوكم أن تحسنوا الظن بالناس, و أن تزنوا الموضوعات التي تلقونها على مسامع الناس كل جمعة و تذكروا إن الناس يأتون لمدة ساعة في الأسبوع في يوم الجمعة الذي هو يوم عيد للمسلمين,لكي يجددوا إيمانهم بالله فلا تجعلوا يوم هم و حزن!! وحسب حديث المصطفى عليه الصلاة و السلام " حدثوا الناس بما يفقهون".
تعرف علي المزيد من خدمات تعرف علي المزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق