تصدقوا و تأمنوا بالله أن بمدينة عدن لا توجد بها إشارات المرور الضوئية في الشوارع و بين التقاطعات, حتى الموجود منها يا مكسورة أو لا تعمل, حتى إني بدأت اشك بأن هذه مؤامرة على مدينة عدن!!!! عدن التي كانت متخمة بالإشارات المرورية سوى الضوئية أو اللوحات الإرشادية , فين راحت؟! و لمصلحة من؟!!!.
حتى الأولاد في المدارس أصابهم نوع من أنوع الحيرة, مما جعلهم يسألون فين إشارات المرور التي تحمل الضوء الأحمر للوقوف و الأصفر للاستعداد و الأخضر للتحرك؟!- كما تعلموا في المدارس و شاهدوا على التلفاز -.
لا اعتقد أني سمعت عن أي بلد في العالم استغنت عن الإشارات الضوئية إلا في اليمن ؟
طيب لو كانت اليمن فيها نظام مروري قوي و ذكي لدرجة الاستغناء عن الإشارات فأرجوا منهم تعميم الفكرة على الدول الشقيقة و الصديقة أو حتى على الأقل يتم إدراجه في المنهاج التعليمية لكي نشبع شغف أولادنا بدلاً من الأسئلة الصعبة التي أصبحنا لا نستطيع الإجابة عليها!!.
تصدقوا لو قلت لكم أني أصبحت عندما أمر من أمام البنك الأهلي في كريتر أقول " يمكن معنا نظام غير ألي عند الدول الأخرى و نحن مش عارفين قيمته لدرجة إنهم يمكن! أقول يمكن!!, لم يكتشفوا هذا النظام إلا من بعد ما تم تركيب الإشارات الضوئية الجديدة في تقاطع البنك, و التي لم تعمل إلا أيامًًا معدودات".
تعرفوا فين المشكلة ؟ المشكلة في النظام !!! ايوه النظام الذي يريد أن يجعل كل شيء يمشي و بس و على قولت و احد من الخبره كان يمشي بعكس الطريق – نون تري- بعد الحرب مباشرة في عدن في شارع شركة النفط, لم قالوا له الناس أنت ماشي عكس الطريق, قال بصوت قوي" ما يــضــر".
ما يضر هذه الكلمة الافتتاحية للعهد الجديد من الوحدة المباركة, هذه الكلمة التي خلت النظام يسهل سير مركبات الخبره – بضم الخاء و سكون الباء - التي لا يعرف أي واحد منهم معنى إشارات المرور و لا يحترمونها في الأصل و لا يعرف سبب وجودها, لدرجة أنهم يعتبروا من يخالف الأنظمة, رجل شهم قوي و على حسب مخالفتك تكون قوتك داخل الدولة.
و بدلا من أن يمنح النظام ورقة مخالفة للمخالف قالوا ليش ما نمش النظام ألي يمشي في المناطق الشمالية في المناطق الجنوبية و خلاص!! تعرفوا أيش النظام الذي طبقوا, هو إلغاء إشارات المرور الضوئية لأنها تعيق الحركة, إنشاء جولات كبيرة ليختلط الحابل بنابل, تقليص عدد التقاطعات و جعلها –ون واي- إنشاء طرقات فرعيه في مناطق نائية لا يستفيد منها المواطن العادي بل يستفيد منها المسئول الذي يقع بيته في نهاية هذا الطريق, انتشار أفراد المرور في الأماكن التي كان بها إشارات المرور ليقوم بعمل الإشارة و ابتزاز أصحاب السيارات عند عدم الانتباه لإشارة يده الكريمة!! و غيره و غيره .... الخ.
النظام صنع لتنظيم حياة الناس حسب متطلباتهم التي يرون فيه أسلوب عيشهم المشترك في أي بقعة من بقاع الأرض, و لم يصنع النظام من اجل تيسير عيش مجموعة من الناس على حساب ناس, و هذا للأسف ما هو معمول به في اليمن ابتدأ من أعرافهم القبلية التي تحلل لهم أكل أموال الناس بالباطل, و التي يطلقون عليها عبارات مثل " حقي" و هذا " فيد" و " حق الحفاظه" و "حق القات " و "هذي مش حق حد, هذي حق الدولة" ..إلى أخر العبارات التي نسمعها و تسمعونا كل يوم تقريبا و التي أصبحنا نتنفسها كلما أردنا إجراء معامله أو متابعه في دوائر الحكومة الموقرة, إلى الدين الذي يتم تفسيره و تأويله حسب الاحتياجات و المنافع الشخصية, و قس على ذلك كل شيء, و أنا هنا لا أبالغ أن قلت أن من أسسوا النظام السائد هم أول المستفيدين منه و ليس المواطن, الذي جعله النظام يجري جري الوحوش من اجل لقمة العيش, حتى و إن تنازل عن الأعراف و القوانين و الأخلاق التي يعرفها و غض الطرف عن الحلال و الحرام, من أجل ماذا؟!!, و ذنب من؟!!.
في النهاية, كلنا نعرف الإجابة عن هذا السؤال الذنب ذنب زعيم النظام الذي قال " عليكم أن تتـقلبــوا ", و الذي منكم لا يعرف معنى التقلّب فأنه يعني" دبر حالك " أو " شوف لك صرفه" أو " دور لك على حد تقرطه أو تجدمه " أو بمعنى صريح " كلوا بعضكم البعض من أجل أن تعيشوا في اليمن".
أكثر من مجرد بريد Windows Live™ سيمنحك المزيد أكثر من مجرد رسائل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق